ماذا بعد «حشاشين» عبد الرحيم كمال وبيتر ميمي والنجم كريم عبد العزيز؟

كريم عبدالعزيز في «الحشاشين»
كريم عبدالعزيز في «الحشاشين»

نجح مسلسل «الحشاشين» للنجم كريم عبد العزيز وإخراج بيتر ميمى تأليف عبد الرجيم كمال وبطولة نخبة من النجوم الذين استطاعوا رسم لوحة فنية متميزة، لاقت نجاحات كبيرة تخطت حدود المحلية، بغض النظرعن بعض الانتقاد السلبى الذى يعد كثيرا منه بعيدا عن الناحية الفنية وتفاصيل عناصر العمل الفنى.

فهناك من انتقد فكرة تقديم العمل بالعامية المصرية ولنه كان لابد ان يكون بالفصحى العربية حتى يكتسب ارضية اوسع فى كل البلدان العربية، مع العلم ان المسلسل نجح خارج حدود مصر وامتد الى ايران التى لاتتحدث العربية من الاساس نجاحا جماهيريا ونقديا، لدرجة ان فى ايران نفسها تسألوا متى سنقدم عمل مثل الحشاشين فنحن لم نقدم سوى يوسف الصديق وكان هذا من سنوات كثيرة جدا.

كما أن هناك من انتقد فكرة ان المسلسل لم يقدم التاريخ كما كان وكثيرا من احداثه وشخوصه الدرامية ليست حقيقية، فكان رد مؤلف العمل عبد الرحيم كمال انه ليس مؤرخ يؤرخ للأحداث والشخصيات بل انه مبدع وكاتب له ابداعاته الفنية التى تضيف على العمل جماليات الفن والخيال، وهذا طبيعى طالما اننا نقدم عمل فنى وليس عمل للتأريخ والتوثيق لحدث حقيقي فلابد من الفصل بين الفن والتأريخ.

وكان هناك ايضا انتقاد لكادرات المخرج المأخوذة حرفيا من اعمال اخرى عالمية، بل ووصل الاتهام للمخرج انه تناول العمل بشكل مخالف ومغاير للفكر الذى يجب ان  يقدم به العمل وهذا يعد تزييف للتاريخ او ضعف ثقافة المخرج فى تقديم بعض الاحداث واسماء الامبراطوريات.

ونعود هنا ايضا لنفس كلام المخرج أنا لا أؤرخ ولكن أبدع وإن لم يعجبك ابداعى لك الحق انت ان تبدع او تؤلف كما تشاء وكما يتوافق مع قناعاتك، أما أن تكون مجرد مشاهد او حتى ناقد فعليك انتقاد العمل الفنى كفن، أما فكر فهذا لا محل له من الهجوم عليه لأنه فى النهاية قناعات وثقافة وبيئة محيطة تختلف من فرد لأخر، وهذا ليس دفاعا على المخرج أو المؤلف بل هو دفاع عن فكرة تقديم العمل الفنى نفسه فكل مبدع وله وجهة نظره الخاصة به، أما العمل كفن فهو عام للجميع والدليل ان كثير من المشاهد العادى تعاطف وتعايش مع الفيلم لدرجة التوحد والاعجاب بالعمل كفن.

أما كفكر فمن يريد تأريخ الواقع فعليه العودة لقرأة الكتب والتاريخ التى تؤرخ هذا الواقع..وإن كان هناك رأى يرى اصحابه ان الدراما التلفزيونية اصبحت تحل محال الكتاب والقرأة فى تغذية العقول وترسيخ التاريخ لدى المشاهد خاصة من صغارالسن الذين لايقرأون بقدر جلوسهم على الموبايلات وألعاب النت والتوتيك وتوك وغيرها، وهذا ايضا رأى لابد ان يؤخذ فى الاعتبار ولكن لابد ان يطرح كمبدأ وحيد نتعامل به مع الفن، خاصة وانه تاريخ بأحداثه وشخصياته، وممكن الكلام فيه والنقاش والجدل، ولايجب ان يتعامل انه دين له ثوابته ومبادئه واشخاصه التى لايجب العبث بها.

كما ان الانتقاد وصل الى ان شخصية كريم عبد العزيز ككريم طغت على شخصية حسن الصباح..مما جعل الجمهور يحب الشخصية الدرامية حبا لكريم عبد العزيز..فكان يجب ان نستعين بممثل يستطيع تقديم الشر دون ان يحبه الجمهور..وهذا طبعا كلام لايرتقى للعملية الفنية التى يجب ان يكون بطل العمل نجم كبير له كاريزماته واسمه الكبير وجماهيريته لكى يباع العمل تجاريا بشكل يكسب جهة انتاجه حتى تستمر فى الانتاج..وكذلك وجود النجم السوبر يضمن للعمل المتابعة والاقبال الجماهيرى.
وبذلك فبكل المقاييس نجح الحشاشين جماهيريا وفنيا بدرجة ساحقة..فتحت الباب على مصراعيه للتجرأ على تقديم اعمال فنية تاريخية بميزانية ضخمة تزيد للعمل ابهارا وجمالا.

والسؤال هنا هل هذا النجاح الساحق لهذا العمل الكبير فنيا والضخم انتاجيا سيشجع شركات الانتاج على إعادة هذه التجربة مرات اخرى كثيرة..ام انه مجرد عمل وعدى..فألإجابة هنا لابد ان تكون بشكل متفاءل.. لأن العمل طالما توفرت له الامكانيات الفنية والمادية وإختيار النجوم بشكل صحيح..بالتأكيد سيلقى النجاح الجماهير المطلوب..لذلك فإجابة سؤال ماذا  بعد الحشاشين..لابد ان تكون بشكل فعلى وعملى ونخوض بهده العديد من هذه التجارب بلا خوف طالما توفر له المناخ الملائم للنجاح..وحتى لو فيه بعض الانتقادات السلبية فى العمل ممكن تداركها فى اعمال اخرى جديدة..فلا نتوقف لأن معنى التوقف هو الحكم على تجربة ناجحة بألإعدام دون الاستمرارية.

ويجب التعامل مع الاعمال الدرامية والدينية فيما بعد الحشاشين ليس كما كنا نتعامل معها ماقبل الحشاشين..فهناك اعمالا كانت ناجحة طبعا ولكن لم تصل لهذا النجاح الضخم كالحشاشين بسبب كما ذكرنا هو توفير المناخ الصيح للنجاح..والذى يعد اهمه وأوله فكرة الانتاخ السخى..فكثير من الاعمال الفنية الرائعة فنا ولكنها ظلمت انتاجيا لأن الامكانيات المادية التى اتيحت لها لم تساعدها فى الوصول لفكرة القرب من الكمال..فالابداع فى الخيال يحتاج مايترجمه ماديا..لذا لابد ان نتفق ان مابعد الحشاشين صعب على اى احد يقدم مستوى فنى اقل مما قدم فيه..لأنه ببساطة اصبح (النموذج) الذى يجب ان نسير عليه ولانقل عنه.
وخير دليل على هذا الكلام هو ايضا مسلسل جودر(ألف ليلة وليلة)فمن زمان ونحن نقدم ألف ليلة وليلة بكل الاشكال والانواع الدرامية التى نجحت وأثرت فى وجدان الجمهور

فماذا كان سيقدم جودر لكسب الجمهور..بالتأكيد بالإنتاج والإبهار والتناول الفنى الذى يتماشى مع لون وشكل ومضمون العصريستطيع العمل فى تقديم اضافة وجديد يجعل له تأثيره الخاص على المشاهد المعاصر..

وبالتالى فمن الواضح ان فكرة تقديم الاعمال التاريخية فى المستقبل سيكون تطور وتطوير فى هذا النوع الدرامى الذى يتمتع بجماهيرية عريضة.

ترشيحاتنا